وافـتــّرت شفتي رمزي عن ابتسامة خالها باهتة فوّس&..." /> وافـتــّرت شفت..."> قصة (بين مدينتين ) 4 الأخير

موقع الأديب سعيد العلمي. منذ 2020/10/2 WEB del escritor Saïd Alami. Desde 2/10/2020 |
ALBUM DE FOTOS | LIBRO DE VISITAS | CONTACTO |
 
 

WWW.ARABEHISPANO.NET المـوقـع الـعـربي الإسـباني


(إسبانيا) موقع الأديب سعيد العلمي

WEB del escritor y poeta Saïd Alami

وجوديات
وجدانيات
القصيدة الوطنية والسياسية
قصص سعيد العلمي
الصوت العربي الإسباني
POESÍA
RELATOS de Saïd Alami
La Voz Árabe-Hispana
Artículos de archivo, de Saïd Alami

 

وافـتــّرت شفتي رمزي عن ابتسامة خالها باهتة فوّسعها أكثر فأكثر حتى كاد يقهقه والدموع عالقة على وجنتيه لا هو يمسحها ولا هي تـفارقهما فكأنما استحالت جزءا منهما. ونكس رمزي رأسه والابتسامة آخذة بالـتـقـلـص وركز نظره على الأرض واستطرد يقول :

- أتعرف يا حازم… كأنني بنا الساعة هناك في سهراتنا تلك. المياه أمامنا والشارع خلفنا يأتينا منه ضجيج سيارات معـربدة تمر متسابقة بالاتجاهين وعلى متـنها شلل من أترابنا الموسرين ممن كانوا يمارسون فنون " التـشفـيط" و " التـشحيط" بعـربات جبارة وقد علا صياحهم ولـغـطهم . يالها من أيام تلك يا حازم عندما كنا ننظر الى تلك الشلل من زملائنا في الدراسة آسفين عليهم في ضياعهم وخيـبتهم الدراسية متصورين في سذاجـتــنا أن حياة الانسان هـي كمعادلة رياضية معـطياتها ثابتة ونتائجها واحدة لا تـتـزعـزع ولم نكن ندرك بعـد أن الحياة هي أبعـد ما تكون عن واحد زائد واحد يساوي إثـنين وأن واحد زائد واحد هذه يمكن أن تتحول في رحم السنـين الى ما حصر له من نتائج لا علاقة لها باثـنيـن

وصمت رمزي برهة تـفحص فيها مجددا وجه صديقه ينشد فيه بارقة أمل مهما كانت … ولو مجرد إيماءة خفيفة . ولكن الوجه المسجى كان ساكنا بشكل بـث المزيد من القـنوط في نفس رمزي. إلا أن الرجل استجمع قواه ورفض أي بادرة استسلام وعاد يتكلم موجها كلامه مباشرة الى أذن حازم:

- أتذكر يا حازم كيف كنا نهرب من بيوتـنا الى شارع الخليج مثل غيرنا من مئات الطلاب … منا من كان يهرب في تلك الليالي من لظى الحر في البيوت الأسمنتية أو من الزحمة داخلها أو لمجرد الابتعاد عن رقابة الوالدين… أو لمجرد الانضمام الى الأصحاب والأتراب في حلقات كان فيها من السمر أكثر مما كان فيها من الدرس. كان كل منا يـعـد لمستـقـبـله على طريـقـته هناك على شارع الخليج… وياليته ما كان من مستـقـبل وياليـتـنا كان لنا حظ أولئك الأتراب ممن لم يرمهم قدرهم خارج الوطن الكبير فمكثوا فيه يعـيشون حياتهم وذاتهم ... يـتـرعـرعون ويكبرون، ويفرحون ويعانون... يحبون ويخلفون ويُرَبون... ولكن دوما على أرض كيانهم وذاتهم ... غير مُجـتَـثة جذورهم ولا هم مُقـتَـلًعـون اقتلاعا ليُرمى بهم في أرض غريـبة على تـربة مناوئة يجفون فيها ويذبـلون

وصمت من جديد… دعك من تـفـتـيح الجراح … هذا لن يجدي… بل اختر لحازم قصة من قصص زمان … من عهد الصبا… قصة يحبها فـتـبعـثه اذا سمعها من غيـبوبته وترده الى كامل نشاطه. نـعم … إن لديه من هذه القصص التي يحبها حازم ما يكفي لأيام كثيرة وبدون توقف. سأذكره بمدرسة حولـّي المتوسطة … بل بثانوية الـدّعــيّـة وصفوف الصباح فيها وما كنا ننشده فيها من أناشيد وطنية كنا فيها نحيي الكويت ونمـجّـد فـلسطين وأمة العـرب من المشرق الى الـمغرب … ببـذاتـنا الرمادية وقمصاننا البيض … وبمدرسين وزملاء قادمين من أنحاء الوطن الكبير… سأذكره بزميلنا الكويتي يعـقوب ذلك الفنان الرسام منذ نعومة الأظفار وكيف كان يستقبلنا كل صباح اذا ما دخلنا الفصل وعلى السـبّـورة عبارة كتبها بخط بديع تـقول لنا جميعا:"بترول العـرب للغـرب" وقد وضع علامة x على نـقطة الغــين. أتذكر يا حازم ثانويتـنا التي كانت تفور وطنية عروبـية والتي تعـلمنا في فصولها وساحاتها أن فلسطين تـفدى بالروح ويـبذل من أجلها الغالي والثمين. ولكن … أعذرني .. أعود دائما إلى تـفتيح الجراح ، ولكنها المواضيع التي تستحوذ على اهتمامنا كلما التـقينا، دائما نحن بسيرة ثانـويتـنا وما كان يجري فيها آنذاك من مخاض ثورة وبذور كفاح كنا نعـيشها بكل جوارحنا … تلك الثورة العاصفة التي هزت الأرض تحت أرجل الغـزاة في الأرض المباركة لربع قرن من الزمان وانتهت باغـتيال مدرسنا الحبيب عندما قال لا لغـزو الأرض الحبـيـبة التي تـرعـرنا فـيها معـه

كان رمزي يتحدث الى صديقه بصوت رخيم هو أقرب ما يكون إلى الهمس بينما كان يشعـر أن كرة المرارة تكبر في حلقه وتـشتـد صلابة… وكان ما زال يقاوم الدمع الهامي كلمة فكلمة … وكيف لا وهي حياته التي ذهبت حتى تلك اللحظة أدراج الرياح. وبعـد لحظات من صمت استرد جأشه وعاد يتحدث إلى صديقه وشعـور قوي يخالجه بأنه كان يسمعه… وكيف لا يسمع هدير عـمر مضى حتى ولو كان غائبا عن الوعي … فان حياتنا الماضية تبقى حية دوما ولكنها لا تعـيش في الوعي بل في الروح. واستطرد يقول :

- ما عـلينا الآن من هذا كله يا حازم … فـقـد كان في الدعيـة أيضا صديـقـنا نادر… آه سأذكرك بنادر… نادر العـلي … ابن حضرة الناظر. أتذكره؟ طبعا أنت تذكره فأنت الذي تـفـتح سيرته دوما بكثير من المرح. إنك تحبه كما أحبه. فقد كان زميلـنا الأخف دما وصاحب النكتة الحاضرة دوما. أتذكر يوم أن أيقـظه من نومه في الفصل معلم الانجليزية؟… كأنـّـني أراه الآن أمامي … كان نادر مستـغرقا في نومه أثناء الحـصة ملقيا برأسه على منضدته، فـوقـف المعلم الى جانبه ينظر اليه بازدراء ويجـّول النظر بيننا نحن الطلبة كأنما ليجعـلنا شهودا على الجريمة التي كانت تـقترف أمامنا في وضح النهار. أتذكر كيف قام المعلم بعد ذلك بهز كتف نادر قائلا له بلهجته المصرية: - "والله عال يا سي نادر، ما هـــّوه خلاص دي بقت لوكاندة الدعـيّة مش ثانوية الدعـيّة". ثم أتذكر يا حازم كيف هـــّب نادر من مقعـده لاعـنا شاتما إذ راعـته يد المعـلم وهي تهزه وراح يردد هو الآخر بلهجته المصرية:- "هوه الواحد ما بـيعـرفش ينام في المدرسة الزفت دي وّلا إيه؟ دي حاجة تـقرف"، وكيف انفجر كل تلاميذ الفصل ضاحكين؟. وكم ضحكنا مع نادر بعد ذلك وكم ضحكنا لوحدنا في الغربة بعد مرور السنين كلما تذكرنا وجه المعلم إذ فاجأه فزع نادر ورده الساخر وكيف تـقـلب وجه المعلم من لون إلى لون غضبا وحنـقا إذ سمع رد تـلميذه النبيه فحار فيه جوابا، لاسيما وأن الأمر كان يتعـلق بابن حضرة الناظر. ما بيوم تذكرنا فيه تلك الواقعة حتى انفجرنا ضاحكين ومتسائلين عما خبأته الحياة والقدر لصديقـنا نادر الذي لم نـعد نـعرف عنه شيئا منذ سنوات طويلة

وبهت رمزي إذ رآى ما يشبه الابتسامة وقد ارتسمت على شفتي حازم . وسرعان ما زالت شكوكه اذ رسمت شفتي المريض ابتسامة واضحة المعالم لم يكن فيها مجال للشك . وحملق رمزي في وجه حازم ثم هتف باسمه بقوة في نبرات مختلفة بين سائل أهذا حقيقي وفرح بجنون بأن ما كان يراه حقيقي فعلا. واذ بصوت حازم يأتيه واهيا دون أن يفتح عينيه ودون أن يبدى أية حركة غير التي كانت تـقـوم بها شفتاه بضعـف: - رمزي… أنت هنا ؟. رمزي تابع حديثـك عن نادر وعن الدعـيـّـة

ولم يتمالك رمزي سوى أن اقتحم الستارة منطلقا للبحث عن الممرضة المكلفة بحالة حازم فاذ به وجها لوجه مع الدكتور أحمد والدكتور مارتينيث والممرضة وهم يتهامسون على بعد أمتار قليلة من سرير حازم وعلى وجوههم أشد علامات التجهم. وتحولت نظراتهم جميعا اليه فكاد أن ينقلب على عـقبيـه اذ انقبض صدره بشدة دون أن يدرك شيئا بعـد… فعلام هذا التجهم وقد عاد حازم الى رشده وخرج من غـيـبوبته. ومد الدكتور أحمد بيده تجاه رمزي اذ رآه يقترب حتى أمسك بيده بين مصافح وقابض وقد هيمن الصمت عليهم جميعا. وسأل الدكتور مارتينيث الممرضة عن غرفة الاجتماعات فقالت له أنها خاوية فتوجهوا إليها يسيرون بما يشبه التـلكؤ ورمزي خلفهم ويده في قبضة الدكتور أحمد لا يفلتها فكأنه كان يجره جرا صوب الغرفة المتاخمة لقاعة العناية المركزة

وانطبق باب غرفة الاجتماعات عليهم ودعاهم الدكتور مارتينيث للجلوس والتجهم يزداد تمكنا من وجهه لكن وجه زميله العربي كان أشد تجهما بينما كان القلق يجتث أعصاب رمزي اجتـثاثا. وجال رمزي بنظره بين الطبيبين والممرضة وانتبه لأول مرة الى براعة حسنها وسحر عينيها فكأنما كان يبحث عن مهرب من ذلك الطوق الذي وجد نفسه محبوسا فيه خلف الباب المغـلق، ثم تمتم يقول وهو يتفحص عيون الآخرين بوجل: - حازم استيقظ. كلمته حتى استيقظ وكلمني

ورد عليه الدكتور مارتينيث قائلا:

- أديت المهمة على أحسن ما يكون ولعـلك أنقذت حياة صديقك

وأشار الطبيب الى الممرضة مستمرا في حديثه الى رمزي :

- زميلتنا كارمن قد أخبرتنا بكل شيء . لقد كانت تراقب المريض معـك دون أن تراها ولقد روت لنا ما عانيته أنت بنفسك في أداء هذه المهمة

واستمع رمزي للطبيب بصمت وانتظار اذ كان يشعر أن كلاما خطيرا سيتدفق بين لحظة وأخرى من فم مارتينيث. وتملكته حيرة رهـيبة فماذا عساهم يخبـؤون له ولماذا لا يسرون باسترداد حازم لوعيه وهم الذين كانوا قبل قليل يبدون غاية الاهتمام بالوصول الى هذه النتيجة وانقاذ صديقه!!. ولم ينتبه رمزي في تلاطم افكاره الى ما كان يقوله الدكتور مارتينيث الى أن وجده يمد يده عبر الطاولة المستديرة ويضعها فوق يده ويهزها برفق وهو يقول :

- سنيور رمزي . أراك غائبا عنـا… انتبه الينا أرجوك فانني أقدر ما يجري في خلدك ويثير قلقك وأصارحك أن المسألة في غاية الخطورة ولا ندري من أين نبدأ بشرحها لك فاننا بقدر ما نخشى على صحة صديقك نخشى أيضا عليك ، ولكننا على يقين من أنك ستكون من الصلابة بما يستدعيه الموقف

وشعر رمزي اذ سمع العبارة الأخيرة وقد هوى قلبه وجف حلقه وزاغ بصره، فحرك لسانه بصعوبة يريد أن يتمتم بأي شيء مـتـلـفتا الى الطبـيـبـين بعينين مستغـيثـتين فجاءه صوت الدكتور أحمد مرددا بالعربـية:

- انها كارثة يا رجل … انها لكارثة!!

وانطلق صوت رمزي من محبسه مرددا بالاسبانية:

- ماذا ؟ أية كارثة تعـني ؟

وهنا سحب الدكتور مارتينيث يده مطلقا يد رمزي وهو يقول بأسى:

- انها زوجة صديقك . الأمر يتعلق بها

- ما الذي حصل؟

- وقع لها حادث في الطريق السريعة وقد فارقت الحياة.

وما أن سمع رمزي الخبر حتى هب من مقعـده وأخذ يدور حول نفسه كالطير الذبيح مرددا بصوت كالفحيح خالطا العربية بالاسبانية: - يا الهي!. انها حقا لكارثة. أماليا ماتت؟ غير معـقول!. انه يحبها بجنون. غير معـقول!

ثم انتبه الى نفسه والى الطبيبين والممرضة فصمت وعاد الى مقعـده ومرت لحظات صمت قبل أن يتمكن من النطق بلسان سليم فيقول:

- وأخوها؟. كانت قادمة الى مدريد مع أخيها. هل حصل له شيء هو الآخر؟

ورد أحمد يقول :

- أماليا كانت تقود السيارة بنفسها و كانت قادمة الى مدريد بـمفردها

وراح رمزي يضرب الكف بالكف وهو لا يخرج من ذهوله من شدة وقع الخبر عليه مرددا بصوت خفيض وبالعربية:

- لاحول ولا قوة الا بالله

وجاءه صوت الدكتور مارتينيث من جديد ليقول له برفق ورجاء :

- سنيور رمزي. عليك أن تساعدنا وتساعد صديقك من جديد. يجب علينا أن نخفي عنه هذا الخبر لأطول مدة ممكنة فهو في حالة صحية حرجة لا تدع مجالا لتحمل خبر من هذا القبيل

- وهز رمزي رأسه موافقا وهو يقول :

- سأفعل المستحيل حتى لا يلاحظ شيئا وان سألني عن زوجته فسأقول له أننا لم نخبرها بالحادث الذي وقع له

:وردد مارتينيث بارتياح اذ رآى كيف استرد رمزي في لحظات رباطة جأشه

- عظيم. فكرة ممتازة. ونحن سنفعـل نفس الشيء وسنمنع قيام أحد بزيارته باستـثـنـائك وصديقكما بسام الذي حدثني عنه الدكتور أحمد

وانفض الاجتماع وطلب رمزي من الدكتور أحمد أن يحل بسام مكانه الى جانب سرير حازم ريثما يسترد هو أنفاسه وتهدأ أعصابه وغادروا قاعة العناية المركزة وتخلص رمزي من الثوب المعقـم وهرع باحثا عن بسام فوجده بانتظاره وكله تجهم ووجوم فصافحه متسائلا:

- هل أخبروك بالمصيبة؟

- نعم . مسكين حازم . يا له من يوم مشؤوم

وبينما اتجه بسام الى باب غرفة العناية المركزة سار رمزي ينشد بوابة المسـتـشـفى ومنها الى إلى الساحة الخارجية حيث كان ينتظره الهواء الطـلـق وقد توارت الشمس خلف المباني القريبة وهبطت أولى جحافـل الظلام على المدينة. وأطـلـق رمزي ساقيه مسرعا لا يدري الى أين… ولعـله كان قد تاق إلى أحضان المدينة لتمسح عـنه بعـض هـمومه واستحضر في ذهـنـه أحداث يومه الأليم وما دار فيه من جدل بينه وبين بسام حول مدريده هـذه التي خالها في تلك اللحظات وقد أشاحت بوجهها عنه غاضبة ومؤنبة. ووجد نفسه يرفع ياقة معـطفه ويغـرز عـنقه بين كتفيه اتـقاءا من البرد داسا يداه في جـيـبي المعـطـف ومستـنشـقا بقوة ليملأ صدره من هواء مارس بينما كان يرفع عينيه الى السماء التي كان لونها الأزرق الداكن قد بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة بين جنبات ظلام أسود كأنه الفناء بعـينه

وارتد بصر رمزي الى أضواء المدينة وحركتها مرددا بقوة وعزم وتفاؤل كأنه كان يرمي بها في وجه الظلام وهو مدرك أنه منته لا محالة الى نهار جديد: - لـقد آن وقت الرحيل يا حازم. لكم أجلناه المرة تلو المرة. هناك بين ظهراني  قومنا سنسترد بـعضا من ذاتـنا المـفقودة وسنبحث عن جذورنا التي ما زالت ضاربة في الأرض ولعـله يقـدر لنا أن نعيش ما تبقى لنا من العـمر في وسط الحياة كما اعتدنا أن نفعـل في الدعية ونكف عن العيش على الهامش كما قدر لنا في هذا البلد . نـعم يا حازم … سنعـود بنفس مثخنة بالجراح، لاسيما أنت يا صديقي وقد فقدت رفيقة عـمرك، ولكننا هنالك … على الجانب الآخر من المضيق ... شرقا كان أم غربا ... سنسترد أنفسنا ونعيد أمور حياتنا إلى نصابها قبل أن يصل بنا قطار العـمر إلى المحطة الأخيرة

مدريد، يونيو 2000

DEJE AQUÍ SU COMENTARIO    (VER COMENTARIOS)


COMPARTIR EN:

Todos los derechos reservados كافة الحقوق محفوظة - Editor: Saïd Alami محرر الـموقـع: سـعـيـد العـَـلـمي
E-mail: said@saidalami.com