توطئة للمجموعة الشعرية (شذرات) للشاعرة مليكة الجباري (المغرب) في 2017
توْطِئه
ترجمتُ إلى الإسبانية بعض قصائد مليكه الجباري وقرأتُ لها مجموعـتيْن
شعريتيْن هما "على صهوة الجموح" وفي "قلب العاصفة". والآن
تـتحفـنا هـذه الشاعرة المتألقه بشذراتها المجنّـحه لتترُك لبرهةٍ من
الزمان قصائدها التي اعـتدنا عليها ككشّافاتٍ لقلوبٍ وضمائر، فتـُلقي علينا هذه
المرّة إضاءات ومضيّه تخترق القلوب والضمائر اختراقا لتخلفها في حيرة من أمرها
تـتحسّسُ الطريق وتنتشلُ أنفـسها من تخبّط الغريق في لجّ الثفافة والمعرفة والحضارة، هذا الباحث عن شذرات
ذهَبِ الكلمه ليفتدي بها نفسه
وشِعر مليكة الجباري فيه شذرات
من الرمزية إلا أنها لا تحول دون القارئ الشغوف بالشِّعـر ووقوعه في كل سطر من
سطورها على مبتغاه من جرعة شعرية كاملة لما يجده فيها من بلاغة التعـبير واختزال
اللغة وبلورة الفكر حتى ليبدو له أن كل سطر هو شذرة بحد ذاتها إلا أنها تتشكلُ
وتكتمل مع ما يليها ويسبقها.
مليكة الجباري تحلق بنا في شذراتها
المجنحة عبر سماوات خيالها الجبار وطاقتها الإبداعـية الغزيره التي يصعب فيها على
القارئ غير المتمرّس في استنطاق الشعر أن يُحَلـّق معها ليستطلع من الأعالي
آجام فكرها الثاقـب وبساتين ثروتها
اللغوية ومروج أقحوانِ روحِها الصافية بمختلف ألوانها الزاهية.
سعيد العلمي