WWW.ARABEHISPANO.NET المـوقـع الـعـربي الإسـباني
|
الـعـَنـْقاءْ
سعيد العَلمي
ما فتأ ياسر عرفات يعلن المرة تلو المرة ومنذ 1988 قيام الدولة الفلسطينية المستقلة دون أن يكون لإعلاناته تلك أي أساس أو منطق .
أمْ قـُدُسٌ لـَحِـقَتْ أنْدَلـُساً
والحَـمـرا صارتْ صَخْرَتُـهـا (1)
*
منذُ الـسَّبـعـيـنَ يـُتـَوِّهُـنـا
في صـحْراءَ لا يـَعْـرفـُهـا
في أسْرارٍ لا يُعلِنُها
منذُ السّبعينَ يـَضِلُّ بـِنا
ويُـضَـلـِّلُـنـا
ويـَحُضُّ عـَلـَيْـنا إخـْوَتَــنا
لـُقَماً سائِـغَـةً للأعْداءِ يُـسَلـِّمُنا
*
مِـنْ بـَعْدِ جِـهـادٍ وإيـادٍ (2)
وبـِطاحٍٍ ماجَتْ بالشّـهـَداءْ
لـَمْ يَتَبَقَّ مِنْ ثَورتِنا غَـيْـر الأشْلاءْ
في هامَـتـِها قدْ زُهِـقَ الـحَـقُّ
وظـَلَّ البـاطِـلُ كالعَـنـْقـاءْ
عَـنـْقاءٌ مِنْ فِـئَـةٍ تـَـخـْدَعْ
فئةٌ لـمْ تـَنـهـَضْ مِنْ مـَهْـجَـعْ
في فـَمِـها ألسِنَةٌ تـَلـْمَـعْ
ولـهـا أضْراسٌ تـَتـَخَلـَّعْ
فِئةٌ ما فَـتـِئَـتْ تـَتَـمَـتـّعْ
في أرض ٍ مِـزَقاً تـَتـَوَجـَّعْ
*
أيـّةُ دَوْلـَهْ هـِبَةً تُـمْـنَـحْ !؟
إرْباً إرْباً كيْ لا تـُجْـمـَعْ (3)
مهما أكلَ الباطلُ مِن جِسْمِ الحَـقِّ
فَلـَنْ يـَشْبـَعْ
ومَـهْـما الـباطِـلُ صالَ وجالَ
لنْ يـَتـَرَبـّعْ
*
دولـتـُنـا قادِمَـةٌ ...
جُلمودٌ تَتَمَخّضُ عَـنْهُ بـِطاحُ الشُّهَداءْ
دولـتـُنا حاضِرَةٌ
في نـَفَسِ الـفَـجْـرِ
ولنْ نـَركَـعْ
مـَهْمـا خَدعَـتـْنا العَـنـقاءُ
تروحُ تجيءُ على الأهرامْ
تـَتَلـَقّنُ درْسَ الإسْتـِسلامْ
وتـعـودُ تُـشَعْـشِعُ بالأوْهامْ
لِتُنْضِجَ في اليأس ِ الأغصانْ
تـَجْـتَثّ مِنَ النّفْسِ الإيمانْ
وتـُلغي أمَلَ الحُرِّيّهْ
تـَنـْضَمُّ إلى صَـفِّ الأقـْزامْ
وتَلـْعـَقُ أرْجُلَ سادَتـِهـا
في مَـكْـتَـبِ سَيِّدِها الحاخامْ
تـُلـَمِّعُ لـَيْلاً بـُسْطارَهْ
وتـُمارِسُ فَنّ السّحّـارَهْ
فـَتـَفْـتـَحُ كازيـنو تـارَهْ
ليـُضْحي وَطـَـناً خَـمّارَهْ
وتـُصَلـّي بالمـَسْجـِدِ تـارَهْ
لتَـذُرَّ الـظـُّلمَةَ في الأحْلامْ
كـَيْ يـَهـوي صَـقْـرُ الـحُرِّيـَّهْ
لكن هـَيـْهـاتْ !!
فالصّـقرُ الحَـقُ ولـَنْ يـُزْهَقْ
* * * * *
يونيو 1999
(1) إشارة الى قصر الحمراء وقبة الصخرة في القدس (2) إشارة إلى أبي جهاد وأبي إياد قائدان فذان من قادة فتح استـُـشهدا في حادثي اغتيال ما زال يلفهـما الغموض (3) يريد العدو تسليم الضفة الغربية ممزقة بمئات المستوطـنات الاسرائيلية التي يريد أن تـبقـى تحت السيادة الاسرائيلية.
نشرت في مجلة "فتح" في دمشق، العدد 441 في26 يونيو 1999