WWW.ARABEHISPANO.NET المـوقـع الـعـربي الإسـباني
|
سعيـد العـَلـمي
أحِـنُّ إلى بـِقاع ٍ لـَمْ أزُرْها
شعـوبٌ ما عـَرَفـْتُ لها طـَريقا
بلادٌ ما وَطِـئْتُ مَـدى ثـَراها
وما بـثــَّـتْ إلى نـَفـْسي بـَريـقـا
أحِـنُّ إلى جُـلـوسـي في بـُيـوتٍ
عَـدِمْتُ بـِها قـَريـبا ً أو صديـقـا
نـوافِـذ ُ خَـلـْفـَها جَـلـَسَـتْ أنـاسٌ
أتـوقُ لأنْ يَـكـونَ بـِها رَفـيـقـا
*
أحِـنُّ إلى الـبـَريـَّةِ أيْـنَ كانـَتْ
رفـاقي فـي الـحـياةِ وفي المكان ِ
أتـَيـْـنـا للحَـيـاةِ بـذاتِ وَقـْـتٍ
ولـَمْ نـُـسْـألْ بـِـخَـلـْق ٍ أو زمـان ِ
وكـَيـْفَ تـجيءُ أجْـيالٌ وتـَـفـنى
وتـَـقـْضي عُـمْرَها صِفـْرَ المَعاني
وجُـلُّ الخَـلـْق ِ أطـْيابٌ ولـكِـنْ
يُدَمِّـرُ عَـيْـشَهُـمْ زورُ الأماني
*
أحِـنُّ إلى العُـصور ِ الـغـابـِـراتِ
إلـى عَـهْـدٍ بـِهِ الإنـْـسانُ غـَـرّا
يـَمُـتُّ إلى الطـبـيـعَـةِ كالـرّضـيـع ِ
وتـَأبى أنْ تـَـبـوحَ إلـيـْهِ سِــرّا
يَـظـَلُّ يـَصولُ مِنْ فـَجـْر ٍ للـَيـْـل ٍ
ويقـْضي يـَوْمَهُ لا يـَشـْكُ قـَهْــرا
ويـَرتـَعُ فـي الوُجودِ ولا يـُبالي
أجاءَ مَـفـازَة ً أمْ خـاضَ نـَهْـرا
أحِـنُّ إلى مَجـَرّاتٍ ونـَجْـم ٍ
إلى قـَمَـر ٍ لـَكـَمْ سَحَـرَ اليـَراعا
أحِـنُّ إلى كـَواكِـبَ بـاديـاتٍ
وأخـرى ما رأيْـتُ لـَهـا شـُعاعـا
وما لي فـيهِ مِـن شَيءٍ مَـتاعا
وما الأرضُ سِـوى فـُلـْكٌ وتـَجـْري
بـِبـَحـر ِالكـَوْن ِ لا تـَلـوي شِـراعـا
*
أحِـنُّ لـذِكـْرَياتٍ لـمْ أعـِـشـْهـا
أحِـنُّ إلى حَـنـيـن ِ الآخـَريـنـا
أحِـنُّ إلى مَـراتـِعـهـِـمْ صِـغارا ً
وقـَدْ تاقـوا إلـيـْها دامِعـيــنا
وراحـوا يـَنـْظـُرونَ رُسـومَ عُـمْـر ٍ
وأيـّام ٍ لـَكـَمْ ولـَدَتْ سِـنـيـنا
رُسـومٌ كـُلـُّهـا فـيـها أرانـي
وأبـْـدو ماثـِلا ً فـيها حَـزيـنـا
أغـسطس 2007